خلق الله الإنسان ووهبه العديد من الصفات والقدرات من أهمها القدرة العقلية والقدرة العضلية وقد استغل القدرة العقلية في تسخير قواه العضلية للحصول على متطلبات الحياة مثل الصيد والقنص والحصول على الغذاء ولكن في بعض الأحيان كان الصيد أكبر حجماً من حجم الإنسان وأكثر قوة فتحايل على ذلك باستخدام جذوع الأشجار وكانت لهذه الحيلة الأثر الكبير في بداية صناعة العجلة واللبنة الأولى في تطوير وسائل النقل سواء كانت بقوة حيوانية أو ميكانيكية.
من الظواهر اليومية التي استرعت اهتمام الانسان دفع بخار الماء لغطاء إناء به ماء يغلي مما أوحى له بمحاولة استغلال طاقة الدفع الميكانيكية للبخار وبعد محاولات عدة ظهر المحرك البخاري والذي يستخدم الفحم لتسخين الماء الذي ينتج بخاراً يتم دفعه داخل اسطوانة بها مكبس فيتحرك المكبس تحت ضغط البخار حتى إذا عكس اتجاه البخار على الجانب الآخر من المكبس تحرك في الاتجاه العكسي منتجاً حركة ترددية واستخدم هذا المحرك في تسيير القطارات زمناً طويلاً والتي تعرف بالقطارات البخارية.
ولم تنجح محاولات استخدام المحرك البخاري في السيارات عملياً لذا قصر استخدامه على القطارات لحقبة ليست بالقصيرة من عمر البشر حتى بعد اكتشاف البترول وتكريره .
يعد اكتشاف البترول وتكريره بمثابة انتقالة ثورية في مجال النقل البري حيث أن لبعض مشتقاته وخاص الجازولين والسولار قدرة على انبعاث كمية من الغازات عند الاحتراق لها القدرة على الدفع الميكانيكي مما دفع المهندسون إلى تصميم محرك يعتمد على اشعال خليط من الجازولين والهواء داخل اسطوانة بها مكبس بواسطة شرارة كهربية في التوقيت المناسب فتقوم الغازات الناتجة عن الاحتراق في دفع المكبس في حركة ترددية وتميز محرك الجازولين بصغر الحجم ورخص الوقود وعظم الطاقة المتولدة بالنسبة لوزنه مما مهد طريق أمام ظهور مركبة صغيرة الحجم عالية الأداء هي السيارة التي نعرفها اليوم.
اكتشف العلماء خاصية مفيدة جدا لأحد مستقات البترول وهو السولار أنه يشتعل تحت ضغط منتجاً كمية كبيرة من الغازات كافية لتحريك مكبس بطاقة عالية دون الحاجة لشرارة كهربية وسمي هذا بمحرك الديزل الذي استخدم على نطاق واسع في النقل الثقيل لرخص ثمن وقوده وعظم قوته.
فكر البشر في استخدام الكهرباء كطاقة نظيفة في مجال النقل البري ولكن مشكلة الحصول على الإمداد المستمر للتيار الكهربي كانت هي العائق الأكبر أمام استخدامها فطبقت على نطاق واسع في القطارات وظلت محدودة على الاستخدامات الداخلية للسيارات كسيارات ملاعب الجولف والتي تعتمد على البطاريات .
يعدنا العلماء بالكثير في مستقبل النقل البري فها هي تجربة على سيارة تعمل بمحرك نفاث يعمل على سحب الهواء وضغطه إلى الخلف فتندفع السيارة للأمام بسرعة عظيمة .
ولحل مشاكل الحصول على الطاقة الكهربية اللازمة للسيارة فكر العلماء في استخدام الطاقة الشمسية لتسيير السيارة ومازالت قيد التطوير .
قدرة الإنسان العقلية هي قدرته الحقيقية وهي أداته الوحيدة الفعالة لناء وتطوير حاضره ومستقبله ومحدوديتها في علم الله فقط .
((سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ))
Previous post
17 يناير، 2017